أنواع الأغذية و تأثيرها على صحة الانسان تلوث الخضار و الفواكه واللحوم يساهم في انتشار بعض الأمراض أكثر من 200 مرض ينتقل عن طريق الطعام .....
الثلاثاء 13/12/2005
رفعت مثلا
أصبحت الأغذية الطبيعية و المصنعة مصدراً آخر للأخطار والأمراض التي تهدد حياة الإنسان ,من جراء وجود الجراثيم و الفيروسات في صلب المادة الغذائية بسبب التلوث الحاصل في تربة ومياه البيئة التي تعيش فيها تلك المواد التي تنمو بشكل طبيعي ويستخدمها الإنسان في
تغذيته مباشرة كالخيار و الخس و البقدونس والبندورة من جهة أو بسبب استخدام الهرمونات في تحسين نمو هذه المواد من جهة ثانية... ولم تكن الأغذية المصنعة أكثر أماناً من الأغذية الطبيعية من ناحية تأثيرها الضار على حياة الإنسان ,وهذا مرتبط بظروف تصنيعها وتعبئتها وتخزينها وطريقة حفظها ...
عن كل ما يتعلق بنوعية الأغذية وطريقة وصولها للانسان بشكل سليم من الناحيتين الصحية و البيئية تحدث الدكتور سالم حداد رئيس شعبة الأمراض البيئية والمزمنة في مديرية صحة حمص,فقال: يعتبر الغذاء مصدراً للطاقة و قوام الحياة, ونتيجة للعلاقة الحيوية بين الانسان والغذاء, ولأنه قد يكون ملائماً في كثير من الأحيان لنمو الجراثيم,فإن الغذاء يلعب دوراً مهماً في صحة الإنسان,وهذا الدور يكون إيجابياً حين يصل إلى الجسم بشكل صحيح وصحي, وقد يكون سلبياً عندما يقل مسبباً نقص التغذية لدى الانسان ,أو عندما يحمل معه العوامل الممرضة و السموم فتناول هذا الطعام يشكل خطراً على صحة الإنسان ,وهذا ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أنه كل عام يتأثر حوالي 130 مليون شخص في أوروبا بالأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء,وفي بريطانيا حدثت في عام 1998 أكثر من 100 ألف حالة تسمم بالطعام توفي منها 200 شخص.
وفي أمريكا يقدر أن 76 مليون حالة مرض كل سنة تنجم عن الغذاء الملوث يموت منهم (5) آلاف مريض ,وفي أستراليا يتعرض حوالي 4,22 مليون شخص للاصابة بالأمراض التي تنتقل مع الطعام ,وأضاف: من لايتذكر حادثة التسمم بزيت الطبخ السام التي حصلت في إسبانيا أوائل عام 1980 وأودت بحياة 1000 شخص وإصابة 20 ألف شخص بحالة خطيرة ,وكذلك مرض جنون البقر الذي اجتاح بريطانيا عام 1990 وأدى إلى انهيار صناعة لحوم البقر,ومن بعده انتشار مرض الحمى القلاعية الذي تطلب ذبح الملايين من الأبقار و الماعز و الغنم... وفي عام 1990 أيضاً ارتعب سكان بلجيكا لدى سماعهم بتلوث بعض الأغذية كالبيض والجبنة والفروج بمادة اسمها الديوكسين...
واليوم يقف العالم خائفاً وحائراً من تقدم مرض أنفلونزا الطيور بعد أن اجتاح بلدان شرق آسيا ودخل بعض الدول الأوروبية....
كل هذ ه الوقائع والمعطيات تشير إلى أ ن الغذاء الملوث يؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة وأمراض عديدة لدى الإنسان يتجاوز عددها ال¯200 مرض بسبب وجود عوامل ممرضة (بكتريا - فيروسات - طفيليات - فطور) ويلعب الانسان دوراً هاماً في تلوث الأغذية من خلال اتباع طرق غير صحية في إنتاج وتداول الغذاء,بالاضافة إلى أن استخدام المبيدات الكيميائية وإضافة المواد الملونة و المنكهة بهدف تحسين الطعام, قد يكون لها بعض الأضرار الصحية البالغة.
وقد رافق التطور الحاصل في مجال تقنيات تعبئة الأطعمة, استخدام المواد البلاستيكية والبوليميرات,والعديد من مكونات هذه المواد تنتقل من العبوة إلى الغذاء مما يؤدي إلى حدوث أضرار صحية, كما أن تخزين بعض المواد الغذائية لفترة طويلة كالذرة و القمح وفول الصويا ,يؤدي إلى تلوثها بالميكروبات أو الفطور المنتجة للسموم الضارة, وقد تنتقل هذه السموم عن طريق السلسلة الغذائية إلى الإنسان ,وهناك مشاكل صحية أخرى تقلق الناس من جراء استخدام التقنيات الجديدة في تصنيع المادة الغذائية ومعالجة الطعام بالاشعاع وإضافة المواد الهرمونية والمضادات الحيوية إلى الخضار و الفواكه وإلى عليقة الأبقار و الأغنام وأحياناً الفروج, وتختلف قوانين الدول في السماح لاستخدام الهرمونات في الانتاج الحيواني أو النباتي, والهدف الرئيسي من التقنيات الحديثة هو زيادة الانتاج وتحسينه لمواجهة الاحتياطات الغذائية المترافقة مع زيادة عدد السكان ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر استخدام الهرمونات في الانتاج شرعاً وقانوناً حيث تبلغ نسبة الأبقار التي تعطى هرمونات 90% بينما قالت فرنسا بصوت واحد مدوياً »لا...لاستخدام الهرمونات« وفي مجال الانتاج الحيواني تستعمل الهرمونات التي تضاف إلى عليقة الماشية أو الدواجن لرفع جودة اللحوم ومعدل إنتاجها ,ولقد تبين في التجارب أن الهرمونات تسبب زيادة في نمو جسم الحيوان بنسبة 10-25% وزيادة نمو لحومها بنسبة 10-20% وتقلل من كمية شحومها بنسبة 25% وهذه الهرمونات إما صناعية أو طبيعية وإن أغلب الخبراء في معظم دول العالم متفقون على أن لحم الحيوانات الذي يحتوي على الهرمونات ليس ضاراً بالصحة شرط أن تكون الجرعات المعطاة متوافقة مع التعليمات الإرشادية العلمية,بينما يوجد فريق آخر من الخبراء في بعض الدول الأوروبية وغالبية الدول النامية ,يصر على أن استخدام الهرمونات في الحيوان و النبات,يؤدي فعلاً إلى زيادة في الانتاج,لكنه بالمقابل يلحق الأذى و الضرر بالأطفال والنساء والشباب والكبار و قد تصيب الجميع بأمراض خطيرة كالسرطان ,وفي مجال معالجة الأطعمة بالإشعاع ,فإن تقرير منظمة الصحة العالمية عام 1999 بعد أن أجرت هيئة خبراء دولية دراسة على معالجة المواد الغذائية بالإشعاع يصادق على أن مثل هذه المواد صالحة للاستهلاك البشري وغير ضارة بالصحة ,وأنها تبقى محتفظة بقيمتها الغذائية بعد المعالجة
وفي الوقت الحالي توجد في الأسواق الأمريكية والأوروبية وفي أستراليا وبعض الدول النامية, توجد مواد غذائية خضعت للمعالجة :كالكوسا - و البطاطا - وفول الصويا - والفول السوداني - وهي تباع بحرية و بطلب من المستهلك
وفي مجال الأطعمة المعدلة وراثياً فإن التقرير الصادر عام 2000 من قبل مجموعة من العلماء يمثلون معاهد انكلترا وأمريكا و البرازيل و الصين و المكسيك يشير إلى أنه حتى الآن يتم إنتاج محاصيل وراثية من أكثر من 30 مليون هكتار, دون وجود مشاكل صحية لدى البشر من جراء تناول هذه المحاصيل ,أي أنها تعتبر آمنة مثل الأطعمة العادية.... بينما البعض ينظر إلى الأطعمة المعدلة وراثياً نظرة ارتياب,ويشعر بعض العلماء أن هذه الأطعمة المعدلة وراثياً لاتزال في أيامها الأولى, وأنه ينبغي إجراء تجارب أكثر لاكتشاف المخاطر المحتملة على المستهلكين ,صحيح أنها تنعكس بفوائد كبيرة على الناس, لكنها في مجالات أخرى تدعو إلى القلق مثل مسألة ردود الأفعال التحسسية للأطعمة
وبفضل المعالجة الوراثية تم إنتاج نوع من البندورة تحتوي على أنزيم محدد يساعد على بقاء البندورة صلبة ,كما تم إنتاج نوع من الرز الغني بمادة الحديد عندما تم إدخال موروثة مأخوذة من بروتين فول الصويا لرفع نسبة الحديد في الرز إلى ثلاثة أضعاف...
وأضاف: إننا نؤكد على ضرورة توخي الدقة و الحذر الشديد من دخول هذه التقنيات إلى بلدنا حيث توجد أبحاث و دراسات وأفكار ترحب بهذه التقنيات الجديدة التي قد تسبب الأذى و الضرر بصحة الإنسان, ومن المطلوب أيضاً تشديد الرقابة الصحية على الخضار و الفواكه واللحوم كي نبعد الخطر عن صحتنا وصحة أولادنا ...ولنرفع صوتنا عالياً لا لاستخدام الهرمونات التي تسبب النضوج السريع في وقت قصير, ولا لاستخدام الأغذية المعدلة وراثياً لأننا نريد طعاماً سليماً الذي يؤمن الصحة السليمة